بمناسبة اليوم الدولي للغة الأم، نظّمت اللجنة الوطنية اللبنانية ندوة تحت عنوان ”العربية اليوم: تدريسًا وتواصلًا ودبلوماسيةً”، يوم الخميس 21 شباط في فندق Four Points Sheraton – فردان. حضرها حشد كبير من السفراء، والأكاديميين، والأساتذة، والمهتمين، والطلاب.
استهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، وبعد كلمة تقديم للأمينة العامة المساعدة في اللجة الوطنية اللبنانية السيدة رمزة جابر سعد عرضت فيها أهمية هذه المناسبة، كانت كلمة رئيس اللجنة الوطنية اللبنانية البروفسور هنري العويط، شدّد فيها على الكفاءة العالية، والخبرة الثريّة التي يتمتع بها المشاركون في الندوة، مؤكدًا على أن اللغة العربية هي اليوم، في الواقعِ المُعاش، لغةٌ حيّةٌ، ولغةٌ مدعوّةٌ ومؤهّلةٌ لأن تكونَ لغةً في صميمِ الحياة، داعيًا إلى ضرورة أن يكون “اهتمامَنا بلغتِنا التزاماً متواصلاً، وجُهداً يوميّاً، لكي تبقى العربيّةُ لغةً حيّةً ولغةً للحياة، وحتّى نبقى نحن أوفياءَ لرسالةِ لبنانَ التاريخيّةِ في الحِفاظِ عليها، وإحيائها وتحقيقِ نهضتها”.
ثم تحدّث السفير ميشال الحداد عن العناصر التي تكوّن الخطاب الدبلوماسي، وعن موقع اللغة العربية في هذا الخطاب، متسائلًا عما إذا شكّلت اللغة العربية قيمة مضافة على الخطاب الدبلوماسي، وأتى الجواب حتمًا إيجابيًا نظرًا للمصطلحات التي ابتكرتها الدبلوماسية العربية، ودخلت في صلب قاموس الخطاب الدبلوماسي بشكلٍ عام. وقد اعتبر أن اللغة العربية مرّت بنضال طويل لايصالها إلى الأمم المتحدة، واعتبارها واحدة من اللغات الرسمية المعتمدة فيها.
وتطرّق الدكتور سلطان ناصر الدين في كلمته إلى أهمية الكتابة للأطفال، والدور الإيجابي الذي يلعبه أدب الأطفال في التنمية. وقد أشار إلى الآلية التي يجب أن تتبّع في الكتابة لهم، ونتائجها الفعّالة في تنشيط الدماغ، والوقاية من الأمراض، والشعور بالأمان، والهوية، والانفتاح. كما أكّد أن “إثبات وجودنا وعظمتنا لبنانيًا، وقوميًا، وإنسانيًا لن يكون إلا بثورة الكتابة باللغة العربية، ولا سيّما الكتابة للأطفال”.
ثم تناولت الأستاذة سمر عبد الجليل مشاكل اللغة العربية معتبرةً أن هناك فئة من الطلاب تتفاعل مع اللغة العربية، بينما هناك فئة تعتبر اللغة العربية مقرونة بثقافة أخرى، مشيرة إلى توجّه عدد كبير من الطلاب نحو اللغات الأجنبية، لأن اللغة العربية لم تواكب حتى الآن اهتمامات الطلاب من ناحية الأبحاث من جهة، ومن ناحية التكنولوجيا من جهة أخرى.
وفي كلمة منسّق الندوة الدكتور نادر سراج حول اللغة العربية، وألفباء التواصل اليوم، شدّد على أن “عمليات التواصل المعتمدة لسان الضاد تفترض بالمرسل امتلاك ثقافة قوليّة متخصصّة، ناهيك عن إثبات القدرة على استخدام معجم خاص ذي صلة وملائم للموضوع المطروح، بعيدًا عن أي كلام عمومي وتبسيطي، لا يسمن من جوع معرفي”. كما دعا إلى واجب تقدير لغتنا الأم واستعمالها، “لأن اللغة كائن حي يحيا على ألسنة أهله”.