برعاية وحضور معالي وزير الثقافة الدكتور محمد داوود داوود، تمّ اختتام الورشة التدريبية حول “بناء القدرات في مجال حصر التراث الثقافي غير المادي”، التي نظمتها اللجنة الوطنية اللبنانية ومكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت في حفل أقيم في مقر مكتب اليونسكو الإقليمي في 5 تموز 2019.
وألقى الوزير كلمة في المناسبة لفت فيها إلى أن ”وزارة الثقافة تولي أهمية قصوى للعمل على واجب صون هذا الإرث الحضاري الجميل والمحافظة عليه، ونشجع على تعاون وثيق بين الوزارات المعنية، من تربية، وسياحة، وشؤون اجتماعية، ومؤسسات رسمية أخرى، وأندية محلية، ينشط السياحة الثقافية-التراثية، ويخلق فرص عمل جديدة، ويشكل عامل جذب سياحي خارجي، ويسهم في دفع الدورة الاقتصادية، ويعرف أهلنا، والأجانب على منحى غني من فرادتنا الوطنية”.
وكشف أن وزارة الثقافة ستطلق قريبًا “الخطة الوطنية لصيانة التراث الثقافي غير المادي التي أقرت عام 2017 بجهود اللجنة الوطنية اللبنانية، ومكتب اليونسكو الإقليمي، ومؤسسات المجتمع المدني”.
وأوضحت الأمينة العامة للجنة الوطنية الدكتورة تالا زين “أن صون التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني يعزز الهوية الوطنية الموحّدة، من خلال التوعية على أهمية التراث الثقافي غير المادي للجماعات، وعلى ضرورة صونه والحفاظ عليه تحقيقًا للاندماج الاجتماعي وتعزيزًا للاحترام المتبادل لتراث الآخرين، ولاحترام التنوّع الديني والثقافي مما يسهم في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات وفي ترسيخ ثقافة السلام.”
وألقى ممثل مدير مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت، المهندس جوزيف كريدي، كلمة جاء فيها “إن هذه الاتفاقية بشأن صون التراث الثقافي غير المادي الصادرة في عام 2003، والتي تكمل غيرها من الصكوك الدولية المتعلقة بالتراث الثقافي مثل اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، إنما تستهدف في المقام الأول صون الممارسات، والتصورات، وأشكال التعبير، والمعارف، والمهارات التي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحيانًا الأفراد، جزءًا من تراثها الثقافي. هذا التراث الذي من شأنه أن يتجلى في مجالات مثل التقاليد، وأشكال التعبير الشفهي، وفنون الأداء، والممارسات الاجتماعية، والطقوس، والاحتفالات، والمعارف، والممارسات المتعلقة بالطبيعة، والكون، والمعارف المرتبطة بالحرف التقليدية”.
وفي الختام، تمّ توزيع الشهادات على المشاركين الذين خضعوا لتدريب على الحصر في سياق اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي من قبل الخبيرين لدى اليونسكو الدكتورة آني طعمه تابت والدكتور هاني الهياجنه، وذلك في ورشة تدريبية امتدّت بين 24 و28 حزيران 2019 في دير سيدة الجبل في فتقا.